Posted by: holaman1968 | 4 جانفي 2016

جديد

لادرى ماذا حدث

Posted by: holaman1968 | 23 ديسمبر 2015

مديح المصطفى يشفى السقاما

اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم ::من ديوان اللطائف السنيه في مديح خير البريه ::قصيدة { وسيلة ودعاء في تفريج الكرب وشفاء الداء}  احمد ابو الحسن

 

مديح المصطفي يشفي السقاما ::ومادحه يؤمن في القياما.
وليس الارض تاكل مادحيه ::اذا ماتوا بروضات الكراما.
وكيف الارض تاكل من مدحه ::وهذا القول مسنده تماما.
فامدح ان اردت ان تري جماله ::ولا تسمع لوشيان كلاما.
فنادي المصطفي في النازلات ::يغيثك عند ندهتك هماما.
اغث ياسيدي وادرك محبا ::يري الاقدار تضربه سهاما.
فاني في جوارك ياحبيبي ::وكيف يضار جارك يااماما.
فلا كرب ومدحك ان مدحنا ::وتاتي شراعنا بر السلاما.
لكل قضية اعدت طه :::بغير شكية يقضي المراما .
وحاجات بانفسنا تراها ::وبحر الجود يروي لمن تظاما.
ايغدرنا الزمان وانت فينا؟ :::معاذ الله يابدر التماما.
تخاف الاسد تخطاء في حماك :::وترعي الشاة امنة المقاما.
اروي كل الوجود وما حواه :::بكفك حجمه بيض الحماما.
فانت الرحمة المهداة وسعت ::لكل الخلق يامسك الختاما.
بحق الذات يازيت الزجاجه :::كذا المشكاة فاسمعنا السلاما.
ابا الزهراء هذا الجمع طالب ::شهود الوجه فاكشف للثاما.
ولا ينفض مجلسنا فنرجو :::قبول المدح منا علي الدواما .
عليك صلي الله ياحبيبي ::صلاة الود يغشاها السلاما.
وال ثم صحب نالو قربا ::متي ما مادح في المدح هاما…..

=================================

رسول الله ضاق بى الفضاء : وجل الخطب وانقطع الإخاء
وجاهك يا رسول الله جاه : رفيع ما لرفعته انتهاء
رسول الله إنى مستجير : بجاهك والزمان له اعتداء
وبى وجل شديد من ذنوبى : وما أدرى أعفو أم جزاء
وما كانت ذنوبى عن عناد : ولكن بالقضا غلب الشقاء
وظنى فيك ياطه جميل : ومنك الجود يعهد والسخاء
وحاشا أن أرى ضيما وذلا : ولى نسب بمدحك وانتماء
قرأنا فى الضحى ولسوف يعطى : فسر قلوبنا هذا العطاء
وحاشا يا رسول الله ترضى : وفينا من يعذب أو يساء
خلقت مبرأ من كل عيب : كأنك قد خلقت كما تشاء
وأجمل منك لم تر قط عينى : وأعظم منك لم تلد النساء

======================================

رسول الله ضاق بى الفضاء وجل الخطب وانقطع الرجاء
وجاهك يا رسول الله جاه رفيع ما لرفعته انتهاء
وبى وجل شديد من ذنوب وما ادرى عفو ام جزاء
رسول الله انى مستجير بجاهك والزمان له اعتداء
رجوتك يا بن امنة لانى محب والمحب له رجاء
رسول الله انا فى عناء عسى بك ينجلى هذا العناء
وظنى فيك يا طه جميل ومنك الجود يعهد والسخاء
وحاشا يا رسول الله ترضى وفينا من يعذب اويساء
قرانا فى الضحى ولسوف ترضى فسر قلوبنا هذا العطاء

Posted by: holaman1968 | 23 ديسمبر 2015

اختبار النت

اهلا بكم فى عالمى

Posted by: holaman1968 | 23 ديسمبر 2009

من قلب سيول جدة

أم غرم الله .. تركل نصف مليون وتتمسك برفيق عمرها

حمود صقيران – جدة , تصوير – محمد باعجاجة

 image
فاطمة الغامدي…. أم غرم الله…. اسم جعلناه بداية السطر الأول لأنها في منظورنا تستحق السطر وفاتحة الكلام .. امرأة ليست ككل النساء تغلبت على سيف السنين الذي جرح قوتها ونال من جسدها النحيل وقاومت بساعدها الضعيف الطوفان القادم بلارحمة وتمسكت بزوجها القعيد – كنز أيامها – قبل أن يلتهمه فم الموت الجائع … قصة غريبة في تفاصيلها أبطالها زوجة مسنة وزوج ستيني قعيد وبينهما حقيبة ملأى بالمجوهرات شاءت الأقدار أن تلقي بثلاثتهم صباح الأربعاء وسط مياه السيل العارم وكأنها تضع المرأة العجوز في اختبار صعب ما بين مجوهرات تتلألأ و ترتدي ثوب الدنيا وزوج قعيد عاجز بينه وبين الآخرة لحظات .
الحقيبة تحوي ذهبا يفوق النصف مليون ريال تقبض عليها أم غرم الله بيد فيما تمسك بالأخرى زوجا شاركها كل العمر وقاسمها غداء الحب وعشاء الذكريات.
ووقتما اندفع السيل بقوة طوفانه لم تفكر المرأة المسنة ولو للحظات في ذهب يزيّن الصدر والأعناق وتحفظه الخزائن والصناديق الحديدية بل فكرت فيما هو أغلى من الذهب. فكرت في رفيق المشوار الطويل ومدت ساعدها النحيل ليكون وحده طوق النجاة . قاومت وانتصرت وركلت بقدميها الحقيبة التي اعجزت يدها وضيقت من حزام حركتها وحالت بينها وبين الإمساك بزوجها العاجز . ركلت فاطمة الغامدي «أم غرم الله» الحقيبة دون اكتراث منها إلى أي مكان سيحملها الماء ؟ وتمكنت من النجاة بكنزها التي تحفظه القلوب لا الخزائن ويجمّل كل العمر لا الصدر وحده . . نجت أم غرم الله بزوجها القعيد وكتبت على جدار الحياة عنوانا عريضا للمرأة المنتصرة بإرادة الله واثبتت أن للحب قوة تستمر حتى اللحظات الأخيرة . وما أعظمها اللحظات والعجوزان يرتكنان على جدار السلامة وينظر كل منهما للآخر وكأنه يقدم الشكر بلا كلام والثناء بلا تعابير مسموعة .
هزمت فاطمة الغامدي السيل وسبحت الحقيبة الملأى بالذهب باحثة عن حجر يحتجزها أو مركبة تحول بينها وبين الجريان . ثلاثة كيلو مترات نحسب أن الحقيبة كانت تبكي غياب صاحبتها الأمينة وتلعن السيل الذي خطفها من أيدي الشرفاء . لا تتعجبوا فللحقائب الصماء قلوب تشعر وتبكي بل وتفكر كيف تعود ثانية الى أيادي الطيبين .
الحقيبة والطوفان
سبحت الحقيبة في مياه طوفان الأربعاء لتحتجزها مركبة متعطلة يحاول صاحبها تحريك عجلاتها فرارا من السيل .. ويبقى الغريب هو المكان الذي اختارته الحقيبة مقعدا لها فلقد استقرت في سيارة عون الغامدي رجل الامن الذي يعمل بشرطة مكة بشكل هادىء دون ان يسمع لها الرجل دبيبا وبعد ساعات قاوم فيها الرجل السيل وساعد غيره في انقاذ غرقى ومنكوبين تحرك بمركبته الى بيته . وعندها أنزل الرجل حاجياته ليتفاجأ بهذه الحقيبة الغريبة وقد انضمت الى محتويات سيارته فساقه الفضول ان يتعرف على مابها وعندها أذهلته الصدمة لهول ما رأى مجوهرات يتلألأ بريقها وتتراص بشكل يصعب على الرجل عدها وحصرها . ..عند هذا المشهد دعوني أتوقف أمام الأقدار الرحيمة التي رسمت مشاهد يعجز على العقل استيعابها . فالعجوز التي ضحت بمالها من أجل زوجها قيض الرحمن لها رجلا أمينا يحفظ لها المال ويصون وديعتها الغائبة .
الجميل أن الحقيبة التي حوت كل هذه المجوهرات الثمينة احتفظت على جانب منها بقسيمة إيداع بنكي تحمل اسم صاحبتها . ولأن رجل الأمن عون الغامدي كان له من اسمه واسم مهنته نصيب لا يرتضي غنيمة الحرام ولا يقبل الثراء مجهول المصدر تحرك مدفوعا بضميره الحي اليقظ الى البنك «مصدر القسيمة» ليسأل عن عنوان صاحبة الحقيبة وهاتفها ..عشرة أيام كاملة يحاول فيها عون الغامدي رجل الأمن النظيف مع مدير البنك لمعرفة عنوان السيدة فيما يرفض المدير مؤكدا أن أرقام هواتف العملاء وعناوينهم «سرية» لا يمكن إعطاؤها لأحد وبعد محاولات مضنية تمكن رجل الأمن من الوصول للهاتف والعنوان.
أجمل اللحظات
اتصل عون الغامدي بصاحبة الحقيبة وبنبرات صوت أمينة كأمانة يد صاحبها قدم لها البشرى فما كانت إلا أن هللت مكررة «الله أكبر» نعم الله أكبر من كل شيء من السيل وطوفانه هازم البشر . الله أكبر أحيا القلوب وحرك الضمائر وساق الحقيبة إلى أياد لم تمسك يوما بريال الحرام . هرولت السيدة إلى زوجها لتنقل له قصة الرجل الأمين الذي سيعيد لها الرزق الحلال .. وبقلوب تنبض نبضات الفرح وأقدام متعبة ترقص فرحا استقبل الزوجان في مسكنهما المستأجر رجل الأمن النظيف ليقدم لهما الحقيبة بكامل محتوياتها دون أن يمسسها السيل بأذى ..لحظتها أخرجت أم غرم الله شيكا نقديا بمبلغ كبير واستسمحت رجل الأمن أن يقبله فرفض واكتفى بمرضاة الله لتكون هي ثواب الأمانة وأجر الوديعة المستردة . هذه هي القصة بكامل أبطالها . زوجة مخلصة وزوج قعيد وحقيبة ضائعة ورجل أمين .. رباعية قليلا ما تلتقي وتجتمع ولكنها تلاقت وسط صرخات المنكوبين في سيل الأربعاء .. عظيمة أيتها المرأة الجداوية وانت تتمسكين بأغلى كنوز الحياة وجميلة أيتها الحقيبة ذات القلب التي تبكي وتعرف أين تستقر ومع من تستقر ؟ وكم أنت رائع يا رجل الأمن الشريف وانت تقدم مرضاة الله على غنيمة سلبها السيل «عنوة» وجاء بها اليك .
«المدينة» تسمع
حرصت «المدينة» أن تكون ضيفا على بيت فاطمة الغامدي…. أم غرم الله وترصد فرحتها وهي تستقبل وديعتها الغائبة وتسمع لصوت مشاعرها وهي تقول كنت خائفة على زوجي المريض قمت بحمله وصعدت به الى الدور العلوي و رأيت المياه تحمل «حقيبيي» ولقد حاولت استرجاعها لكن خوفي على حياة زوجي جعلني اصرف النظر عنها واتجاهلها . فما أرخصه المال أمام الزوج المخلص.. واذا كان صوت أم غرم الله جميلا وهي تحكي مشاعرها فما أجمله صوت عون الغامدي رجل الأمن النظيف وهو يستعيد لنا القصة قائلا كنت متشحا بلباس الاحرام يوم الثامن من ذي الحجة متجها الى المشاعر المقدسة لاداء مناسك الحج وعند وصول سيارتي الى منطقة قويزة بدأ هطول الامطار بغزارة وبعد اقل من ساعة على هطول الامطار وبعد توقفها خرجنا من سياراتنا لنستكشف الامر كانت جثث الغرقى تمر من امامنا وارتال السيارات تتقاذفها المياه واشياء كثيرة من الممتلكات كان احدها عبارة عن «شنطة» كانت كلما اقتربت من الواقفين يقومون بإبعادها عنهم حتى وصلت الي ومع قوة السيول دخلت الشنطة الى داخل سيارتي تركتها ولم آبه بأمرها وبعد توقف جريان السيول عند الساعة العاشرة مساء قمت بتشغيل سيارتي والعودة الى البيت وبعد نزولي تذكرت «الشنطة» قمت بانزالها معي خوفا على سيارتي من السرقة قمت مع عائلتي بفتح «الشنطة» وعندها كانت المفاجأة لنا جميعا اطقم ذهب ومجوهرات ورزم من الفلوس وقسائم بنكية واوراق ثبوتية .. ويتابع عون حديثه قائلا : اول ما خطر في ذهني وانا ارى هذه المجوهرات والفلوس كان صاحبها من هو ؟ وكيف اجده ؟ قمت بقراءة احدى اوراق الايداع الموجودة ومن خلالها عرفت اسم صاحبتها وعنوان البنك الذي تتعامل معه وعلى الفور قمت بالاتصال على البنك واعطوني الرقم اتصلت على صاحبة الشنطة التي كانت تسكن في احدى الشقق بعد نزوحها من منزلها.

المصدر

image

http://www.al-madina.com/node/206193

Posted by: holaman1968 | 20 ديسمبر 2009

الفارغون أكثر ضجيجاً

 

إذا مرَّ القطار ، وسمعت جلبة لإحدى عرباته فاعلم أنها فارغة، وإذا سمعت تاجراً يحرّج على بضاعته وينادي عليها فاعلم أنها كاسدة، فكل فارغ من البشر والأشياء له جلبة وصوت وصراخ ، أما العاملون المثابرون فهم في سكون ووقار ؛ لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح.

إن سنبلة القمح الممتلئة خاشعة ساكنة ثقيلة ، أما الفارغة فإنها في مهب الريح لخفتها وطيشها، وفي الناس أناس فارغون مفلسون أصفار ، رسبوا في مدرسة الحياة ، وأخفقوا في حقول المعرفة والإبداع والإنتاج ، فاشتغلوا بتشويه أعمال الناجحين، فهم كالطفل الأرعن الذي أتى إلى لوحة رسّام هائمة بالحسن، ناطقة بالجمال فشطب محاسنها وأذهب روعتها، وهؤلاء الأغبياء الكسالى التافهون مشاريعهم كلام ، وحججهم صراخ ، وأدلتهم هذيان لا تستطيع أن تطلق على أحدهم لقباً مميّزاً ولا وصفاً جميلاً ، فليس بأديب ولا خطيب ولا كاتب ولا مهندس ولا تاجر ولا يُذكر مع الموظفين الرواد ، ولا مع العلماء الأفذاذ ، ولا مع الصالحين الأبرار ، ولا مع الكرماء الأجواد ، بل هو صفر على يسار الرقم ، يعيش بلا هدف، ويمضي بلا تخطيط ، ويسير بلا همة، ليس له أعمال تُنقد، فهو جالس على الأرض والجالس على الأرض لا يسقط ، لا يُمدح بشيء ، لأنه خال من الفضائل ، ولا يُسب لأنه ليس له حسّاد.

وفي كتب الأدب ، أن شاباً خاملاً فاشلاً قال لأبيه : يا أبي أنا لا يمدحني أحد ولا يسبني أحد مثل فلان فما السبب؟ فقال أبوه: لأنك ثور في مسلاخ إنسان ، إن الفارغ البليد يجد لذة في تحطيم أعمال الناس ، ويحس بمتعة في تمريغ كرامة الرّواد ، لأنه عجز عن مجاراتهم ففرح بتهميش إبداعهم ، ولهذا تجد العامل المثابر النشيط منغمساً في إتقان عمله ، وتجويد إنتاجه ليس عنده وقت لتشريح جثث الآخرين ولا بعثرة قبورهم، فهو منهمك في بناء مجده ونسج ثياب فضله، إن النخلة باسقة الطول دائمة الخضرة حلوة الطلع كثيرة المنافع، ولهذا إذا رماها سفيه بحجر ، عادت عليه تمراً، أما الحنظلة فإنها عقيمة الثمر، مشؤومة الطلع، مرة الطعم، لا منظر بهيجاً ولا ثمر نضيجاً.

إن السيف يقص العظام وهو صامت، والطبل يملأ الفضاء وهو أجوف ، إن علينا أن نصلح أنفسنا ونتقن أعمالنا ، وليس علينا حساب الناس والرقابة على أفكارهم والحكم على ضمائرهم ، الله يحاسبهم والله وحده يعلم سرّهم وعلانيتهم ، ولو كنا راشدين بدرجة كافية لما أصبح عندنا فراغ في الوقت نذهبه في كسر عظام الناس ، ونشر غسيلهم وتمزيق أكفانهم، التافهون وحدهم هم المنشغلون بالناس كالذباب يبحث عن الجرح ، أما الخيّرون فأعمالهم الجليلة أشغلتهم عن توافه الأمور كالنحل مشغول برحيق الزهر يحوّله عسلاً فيه شفاء للناس، إن الخيول المضمرة عند السباق لا تنصت لأصوات الجمهور، لأنها لو فعلت ذلك لفشلت في سباقها وخسرت فوزها، اعمل واجتهد وأتقن ، ولا تصغ لمثبّط أو حاسد أو فارغ.

هبطت بعوضة على نخلة، فلما أرادت أن تطير قالت للنخلة: تماسكي أيتها النخلة فأنا سوف أطير، فقالت النخلة للبعوضة: والله ما شعرت بك يوم وقعت فكيف أشعر بك إذا طرتِ؟! تدخل الشاحنات الكبرى عليها الحديد والجسور وقد كتبوا عليها عبارة: خطر ممنوع الاقتراب، فتبتعد التكاسي والسياكل ولسان حالها ينادي: (لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) ، الأسد لا يأكل الميتة، والنمر لا يهجم على المرأة لعزة النفس وكمال الهمة، أما الصراصير والجعلان (حشرة تعيش على القذارة والقمامة)  ، فعملها في القمامة وإبداعها في الزبالة.

د. عائض القرني…

Posted by: holaman1968 | 20 ديسمبر 2009

الصمت وأدب اللسان

الصمت وأدب اللسان

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ :

" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ

وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ

وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ . ”

صحيح البخاري

و صدق سيدنا رسول الله ,,,

فإن ذلك من أخلاق الأنبياء، كما أن سوء السمت وترك الصمت من شيم الأشقياء.

اللسان يورد موارد الهلاك .

الواجب على العاقل أن يكون حسن السمت، طويل الصمت،

فاللسان هو المورد للمرء موارد العطب، والصمت يكسب المحبة والوقار،

ومن حفظ لسانه أراح نفسه، والرجوع عن الصمت أحسن من الرجوع عن الكلام،

وأطول الناس شقاء وأعظمهم بلاء من ابتلى بلسان مطلق، وفؤاد مطبق.

قال أبو حاتم :

من كثر كلامه كثر سقطه والسقط ربما تعدى غيره فيهلكه في ورطة لا حيلة له

في التخلص منها لأن اللسان لا يندمل جرحه ولا يلتئم ما قطع به …

ومن الناس من لا يكرم إلا للسانه ولا يهان إلا به

فالواجب على العاقل أن لا يكون ممن يهان به.

من تكلم بالكلمة ملكته :

وعلى العاقل أن يُنصف أذنيه من فيه،

ويعلم أنه إنما جعلت له أذنان وفم واحد ليسمع أكثر مما يقول،

لأنه إذا قال ربما ندم وإن لم يقل لم يندم، وهو على رد مالم يقل أقدر منه على رد ما قال،

والكلمة إذا تكلم بها ملكته، وإن لم يتكلم بها ملكها، والعجب ممن يتكلم بالكلمة،

إن هي رُفعت ربما ضرته، وإن لم تُرفع لم تضره، كيف لا يصمت؟

ورب كلمة سلبت نعمة!.

صمت على أشياء لو شئت قلتها … ولو قلتها لم أبق للصلح موضع

قيل: لسان العاقل يكون وراء قلبه، فإذا أراد القول رجع إلى القلب،

فإن كان له قال، وإلا فلا، و الجاهل قلبه في طرف لسانه ما أتى على لسانه تكلم به.

وقيل: اللسان سَبع عقور، إن ضبطه صاحبه سلم، وإن خلى عنه عقره،

وبفمه يفتضح الكذوب، فالعاقل لا يشتغل بالخوض فيما لا يعلم، فيُتهم فيما يعلم

لأن رأس الذنوب الكذب، وهو يبدي الفضائح ويكتم المحاسن،

ولا يجب على المرء إذا سمع شيئاً يعيبه أن يحدث به،

لأن من حدث عن كل شيء أزرى به، وأفسد صدقه.

——————————-

المصدر :

انيس الجليس – أدب المجالسة

روضة العقلاء ونزهة الفضلاء

بهجة المجالس وأنس المجالس

اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ

وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ

Posted by: holaman1968 | 19 ديسمبر 2009

شعر نازك الملائكة

يا عام لا تقرب مساكننا فنحن هنا طيوف

من عالم الأشباح, يُنكرُنا البشر

ويفر منّا الليل والماضي ويجهلنا القدر

ونعيش أشباحًا تطوفْ

نحن الذين نسير لا ذكرى لنا

لا حلم, لا أشواقُ تُشرق, لا مُنى

آفاق أعيننا رمادْ

تلك البحيرات الرواكدُ في الوجوه الصامتهْ

ولنا الجباه الساكتهْ

لا نبضَ فيها لا اتّقادْ

نحن العراة من الشعور, ذوو الشفاه الباهتهْ

الهاربون من الزمان إلى العدمْ

الجاهلون أسى الندمْ

نحن الذين نعيش في ترف القصورْ

ونَظَلُّ ينقصنا الشعور.

لا ذكرياتْ,

نحيا ولا تدري الحياةْ,

نحيا ولا نشكو, ونجهلُ ما البكاءْ

ما الموت, ما الميلاد, ما معنى السماء

**

يا عامُ سرْ, هو ذا الطريقْ

يلوي خطاكَ, سدًى نؤمل أن تُفيقْ

نحن الذين لهم عروق من قصبْ

بيضاءُ أو خضراء نحن بلا شعورْ.

الحزن نجهله ونجهل ما الغضب

ما قولُهم إنّ الضمائر قد تثور

ونود لو متنا فترفضنا القبور

ونود لو عرف الزمانْ

يومًا إلينا دربه كالآخرين

لو أننا كنا نؤرخ بالسنين,

لو أننا كنا نقيَّد بالمكانْ

لو أن أبواب القصور الشاهقات

كانت تجيءُ قلوبَنا بسوى الهواء,

لو أننا كنا نسير مع الحياةْ

نمشي, نحس, نرى, ننام

وينالنا ثلج الشتاءْ

ويلفُّ جبْهَتَنا الظلام

أواه لو كنا نحسّ كما يحس الآخرونْ

وتنالنا الأسقام أحيانًا وينهشنا الألم

لو أنَّ ذكرَى أو رجاء أو ندم

يومًا تسدُّ على بلادتنا السبيلْ

لو أننا نخشى الجنونْ

ويثيرُ وحشَتنا السكون

لو أن راحتنا يعكّرها رحيل

أو صدمة أو حزن حب مستحيل.

أواه لو كنا نموت كما يموت الآخرونْ

سبحان الله هذه القصيدة كنت قد قرئتها منذ قرابة االخمسة عشر عاماً

كانت مقالة فى جريدة الأهرام للدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)

ترد فيها على قصيدة نازك الملائكة الشاعرة العراقية وان كنت لا اذكر ماكتب فى المقالة لكنها اثرت فيا بشدة

كنت اتعجب من مقولة ” نحن الذين لهم عروقا من قصب”

ولكن بعد مرور كل هذه السنين يبدو ان القصب سوس

Posted by: holaman1968 | 14 ديسمبر 2009

مصري الهوى(منقول)

نعم انا مصري الهوى وما حدث في الخرطوم معيب ومخجل ومرفوض

22:19 29/11/2009, د. محسن بركات, tag_editثقافتنا العام, منتديات ثقافتنا العربيةworld_go

نعم انا مصري الهوى وما حدث في الخرطوم معيب ومخجل ومرفوض
بقلم د. أسامة فوزى
بعث الي الكاتب والصحفي الجزائري المقيم في لندن الزميل محمد تامالت بالرسالة الالكترونية التالية

Saturday, November 21, 2009 6:45 PM
الحملة المنحازة التي يقودها الموقع
From: Mohamed Tamalt
To: "osama fawzi"
drosamafawzi@hotmail.com

عزيزي اسامة
الحملة المنحازة التي يقودها الموقع (خصوصا في الشريط المتحرك) مع مصر وضد الجزائر سوف تفقد الموقع شعبيته لا في الجزائر فقط بل في عموم المغرب العربي
***
وتلقيت رسائل اخرى من قراء يسالون فيها عن رايي وموقفي من الخلاف القائم الان بين مصر والجزائر والذي سبق ثم اعقب المبارزة الكروية بينهما خاصة بعد ان اعلمنا عدد من القراء في الجزائر ان الحكومة الجزائرية حجبت موقع عرب تايمز ثم وردتنا رسائل اخرى تفيد بان الموقع لم يعد محجوبا وان الحجب قد يكون لاسباب فنية تتعلق بسرعة الانترنيت في الجزائر
ونظرا لان الرسالة تمس مهنية موقع عرب تايمز وتتضمن اتهاما له بشبهة التحيز للمصريين – على الاقل في الشريط الاخباري المتحرك – ونظرا لان انطباعا خاطئا كهذا قد يراود اخرين كما راود الزميل محمد فقد رايت ان اكتب بصراحة عن موقفي وعن موقف الموقع من هذه المعركة التي بدأت اقلام كثيرة من مختلف الملل والجنسيات تشارك فيها ولكل قلم هواه ومصلحته
اولا : لا اعتقد ان اخبار الشريط المتحرك في عرب تايمز منحازة لمصر فهي تنقل وجهتي النظر بدقة وموضوعية وتردها الى اصحابها وقد احلنا القراء الى مصادرها في الصحف المصرية كما احلنا القراء الى مصادرها في الصحف الجزائرية ونشرنا البيانات الرسمية للمصريين والجزائريين … ونقلنا الى القراء زبدة ما قاله الكاتب الجزائري يحي ابو زكريا وما قالته الكاتبة الجزائرية احلام مستغانمي بالتوازي مع نقلنا ما قاله مثلا الصحفي المصري مصطفى بكري … بل وزدنا على ذلك هجوما بالكلمة والكاريكاتير على محطة اوربيت وعمرو اديب مع انهما كانا راس حربة الهجمة المصرية الاعلامية على الجزائريين …. مما يعني اننا مهنيا كنا ولا نزال ( اوكيه ) ولم يفعل بنا الهوى ما فعله باخرين ومنهم الاخ محمد الذي يبدو حتى من رسالته القصيرة جدا انه منحاز ( اووول ريدي ) للموقف الجزائري رغم النقاط الكثيرة التي تحسب للمصريين في هذه المواجهة والتي ساتوقف عندها في مقالي هذا
ثانيا : ومع ذلك لا انكر اني مصري الهوى … وهذا ليس سرا … فقد ذكرته في جميع مقالاتي ومذكراتي وكتبي … وسطرت مئات الصفحات عن اساتذتي في الصحافة والاعلام ( كلهم مصريون ) وتحدثت عن علاقاتي وصداقاتي بكبار الكتاب والصحفيين المصريين بدءا باستاذنا محمود السعدني – اطال الله عمره – الذي وضعني على ( بوز المدفع ) واطلقني في عالم الصحافة … مرورا بصديقي المرحوم الشاعر الكبيرامل دنقل صاحب قصيدة ( لا تصالح ) … وانتهاء بعدد من الاعلاميين والصحفيين المصريين الذين وقفوا معي مهنيا وادبيا وماليا وحتى امنيا عندما تعرضت لهجمة مسعورة من قبل اجهزة الشيخ زايد يوم اقمت وعملت في الامارات في السبعينات … المصريون هم الذين علموني المهنة وهم الذين غرسوا في هذه الرجولة وهذه الموضوعية التي يستشعرها القاريء في عرب تايمز … وهنا مربط الفرس … فالمواجهة المصرية الجزائرية الاعلامية – شئنا ام ابينا يا اخ محمد – فاز بها المصريون ….. بامتياز
كيف … ولماذا ؟
قلب معي الجرائد الجزائرية كلها ستجد انها كلها من لون واحد …. وان المقالات والاخبار المنشورة فيها كلها ( مائة بالمائة ) ضد مصر او الشعب المصري او المنتخب المصري …. ردحا وسبا وشتما وتحقيرا …. بينما لا تجد مقالة واحدة تنتقد مسئولا صغيرا في الجزائر من الذين تورطوا في المعركة ونفخوا فيها او تشير الى دور ديكتاتور الجزائر وشقيقه الطامع بوراثته في هذه الفضيحة
وفي المقابل … قلب الجرائد المصرية حتى ( القومية ) منها – اي الحكومية – ستجد فيها مقالات نقدية شديدة للمسئولين المصريين ودفاعا عن الشعب الجزائري واشادة بشهداء الجزائر لم نقرأ مثله حتى في الصحف الجزائرية … يا رجل … مجدي الدقاق رئيس تحرير مجلة اكتوبر ( وهي مجلة حكومية ) وهو عضو ايضا في الحزب الحاكم اصدر عددا خاصا من مجلة الكتوبر لتهنئة الشعب الجزائري بالفوز في مباراة القاهرة مما ادخله في معركة مع عمال مطابع دار المعارف التي تطبع المجلة المذكورة …. وفي جريدة الدستور كتب رئيس تحريرها ابراهيم عيسى وعلى هامش المباراة مقالات نارية ضد نظام الحكم في بلده لم تكتب مثلها الصحف الجزائرية نفسها … في جريدة المصري اليوم اقرأ ما كتبه الدكتور حسن نافعة من غزل في الشعب الجزائري وادانة للمسئولين المصريين … حتى في ( جريدة الجمهورية ) الناطقة باسم الحكومة المصرية كتب الدكتور لطفي ناصف مقالا ناريا ينصف الشعب الجزائري لم اقرأ مثله حتى في بيانات وزارة الاعلام الجزائرية … عدا عما ينشر في جريدة الوفد ومواقع مصرية على الانترنيت …. يا رجل اقرأ موقع ( المصريون ) على الانترنيت ستعتقد للوهلة الاولى انه موقع ( جزائري ).
ففي جريدة الجمهورية كتب الدكتور لطفي ناصف مقالا اعرب فيه عن الاستياء من الموقف المصري تجاه الجزائر وقال :
آلمني أن أقرأ في الصحف المصرية تلميحات تقلل من شأن المليون شهيد الذين استشهدوا في حرب تحرير الجزائر وتألمت وأنا أقرأ تلك الحملة، أن المليون شهيد جزائري سيزدادون عشرة آخرين على أرض استاد القاهرة، لم أكن أتصور أن يصل الحماس للفريق الكروي المصري الى الاستهزاء بشهداء الجزائر الذين ما زالت الأمة العربية تفخر بهم وتشيد بتضحياتهم التي شرفت الأمة العربية كلها، أزعجني أن يصل الأمر من خلال الحماس للكرة الى التعرض لتاريخ الجزائر فكان لا بد أن تضع الصفحات والبرامج الرياضية حدا لأسلوب التشجيع سواء في مصر أو الجزائر، وأن يعرف الجميع عن علاقة مصر بالجزائر المحررة من الاستعمار الفرنسي بمساندة مصر، كانت هي السند الأكبر لمصر، خاصة في حرب تحرير أكتوبر عام 1973، الجزائر ردت الجميل لمصر وكانت هي الدولة الوحيدة من بين الدول العربية التي شاركت في الحرب إلى جانب مصر برجالها وأسلحتها، دفع الرئيس هواري بومدين بكل الصفوة من الجيش الجزائري وكل ما لدى الجزائر من أسلحة إلى مصر، وعندما عرف بحاجة مصر إلى السلاح سافر الى الاتحاد السوفييتي وطلب إرسال السلاح فورا إلى مصر مع تسليمهم شيكا على بياض. كان على المسؤولين في مصر الإعلان عن أن الفريق الفائز هو فريق عربي وأن النصر في النهاية للعرب، وبعد فوز مصر في المباراة الأولى باستاد القاهرة، كان علينا أن نعمل على التهدئة بكل الوسائل.
لم يكن هناك داع لإعلان التعبئة وتحريك الطائرات والمجموعات الى السودان بشكل يبدو وكأنه حالة حرب حتى لو كان الأمر كذلك من جانب الجزائريين فكان لا بد أن نكون الأعقل، لم يكن مقبولا أن يخرج مسؤول في الحزب الوطني ليعلن ان الحزب سيرسل ألفي مشجع الى السودان، لم يكن مقبولا الحديث عن الجسر الجوي، فهذا المصطلح لا يستخدم إلا في حالة الحروب فتبادل التصريحات الجزائرية والمصرية بدا وكأنه حالة حرب بين بلدين
هذا الكلايم – يا اخ محمد – منشور في جريدة ( الجمهورية ) المصرية الحكومية وليس في جريدة ( الشروق الجزائرية ) وكاتبه دكتور مصري وليس من الجزائر … هذا هو الفرق بين كاتب ومفكر مصري متصالح مع ذاته … وبين الكاتبة الجزائرية احلام مستغانمي التي ثارت لفريق الجزائر بسبب ( طوبة ) وطالبت ان يذهب رئيس مصر الى الفريق معتذرا مع ان فريق الجزائر ضرب بالحجارة في احدى المباريات في ابو ظبي ولم تطلب احلام مستغانمي من الشيخ زايد الاعتذار للفريق لانها – ببساطة – محسوبة على ( كشوف البركة ) لوزارة الاعلام الاماراتية فهي تتقاضى – بالدرهم – عن مقال واحد تافه تنشره في مجلة نسائية تافهة تصدر في ابو ظبي ما يتقاضاه شهريا رئيس جامعة في مصر وهي قطعا لن تضحي بهذه الميزة حتى لو ضرب الظبيانيون بوتفليقه نفسه ليس بالحجارة وانما بالصرامي

هل هذا هبل وعبط من المصريين … ام هو حصيلة لتربية وطنية ومهنية عالية لم تهبط على المصريين من فوق وانما حصلوا عليها بنضال طويل وكفاح مرير …. مهنية وحرية نحسدهم عليها … هل تعلم ان مقالا واحدا من مقالات ابراهيم عيسى – لو كان عيسى اردنيا – سينتهي به الى السجن المؤبد في معتقل الجفر الصحراوي ؟ هل تعلم ان السيدة توجان الفيصل الاعلامية الاردنية البارزة وعضو البرلمان الاردني سجنت عامين بسبب مقال نشرته في عرب تايمز لم تشتم فيه الملك الاردني لا سمح الله وانما تساءلت فقط عن السر في ان رئيس وزراء الاردن على ابو الراغب قرر رفع اسعار تأمين السيارات بعد ان سجل شركة تأمين سيارات باسم ابنته
هذه ( الموضوعية ) في الاعلام المصري لم نجد واحد بالمليون منها في الاعلام الجزائري …. الذي لا يزال يتحدث عن شعب المليون راقصة … وكأن مصر بملايينها الثمانيين تختصر فقط في الاعلام الجزائري بمليون راقصة … وكأن الثلاثين مليون جزائري كلهم من شيوخ الازهر الورعين … او من علماء الذرة والطب والهندسة … وكأن ( الشاب خالد ) الذي يهز خصره مع راقصات فرنسيات بميوعة بربرية ليس جزائريا
ولعلمك يا اخ محمد … صدقني لا يوجد في مصر مليون راقصة … ولا الف راقصة … ولا مائة راقصة … ولا حتى عشر راقصات … يبدو – يا اخ محمد – ان الاعلام الجزائري لا يعلم ان نفحة التدين قد هبت على الشعب المصري فتلاشت من مدنهم حتى نوادي الليل – التي تغص بها المدن الجزائرية – واضطرت بعض فنادق مصر( المملوكة بالمناسبة للخليجيين ) الى الاستعانة براقصات من روسيا …. بارات وكباريهات استيفان روستي والمليجي في الافلام المصرية ( ابيض واسود ) اختفت تماما من شوارع القاهرة .. وشارع الهرم لم يعد شارع الهرم الذي تعرفه … وملاهي الليل في القاهرة تعد على اصابع نصف يد واحدة وكلها موجودة في فنادق يمتلكها خليجيون .. والراقصات في هذه الملاهي الفندقية لسن مصريات … كلهن روسيات … والراقصة التي تعيرون مصر بها ( فيفي عبدو ) – وهي حرم رجل اعمال فلسطيني – اعتزلت الرقص منذ زمن بعيد… وهي التي ارتمى على اقدامها وزراء عرب وكان اول ازواجها وزيرا ليبيا ( من المغرب العربي ) من ابناء عمومة بوتفليقة ويحتل الان منصب الرجل الثاني فيى ليبيا
ثم لماذا هذا العداء الجزائري للراقصات ؟ ومنذ متى اصبح الرقص معيارا للتقدم او التخلف ؟ … لماذا الراقصة العربية ( قذره ) في العرف الشعبي العربي والجزائري بينما الراقصة ( شاكيرا ) عندما تزور العالم العربي يفرش تحت افخاذها السجاد الاحمر ؟ وترمى على اقدامها ملايين الريالات والدراهم والدنانير … من هو مايكل جاكسون ؟ اليس هو راقص امريكي قبل ان يكون مغنيا ورقصه هو الذي صنع منه اسطورة جعلت ملك البحرين شخصيا يستضيفه في قصره ؟ وفضائياتالخليج تبكيه دما ودمعا بعد موته حتى ان ابرز المذيعين الخليجيين قدم تعزية نارية للامة العربية بموت جاكسون قائلا: من كان يعبد جاكسون فان جاكسون قد مات ومن كان يحب الغناء والرقص فان اغنيات جاكسون حية لا تموت
هل رايت معي المقارنة السمجة بين موت النبي محمد … وموت جاكسون … في فضائيات خليجية تبث من ارض الحجاز) ؟
…ثم لماذا لا يرى الاعلام الجزائري في مصر والمصريين غير الراقصات على افتراض ان تعدادهن بلغ المليون ؟ … الم تسمعوا مثلا بزويل او بالدكتور مصطفى الذي اخترع مؤخرا علاجا للسرطان بماء الذهب وكرمه البيت الابيض على اختراعه …. والاثنان مصريان درسا في جامعات مصرية قبل ان يكملا تعليمهما في الخارج ؟ … في مصر الاف العلماء والمفكرين والادباء والاطباء فلماذا توقفت بوصلة الاعلام الجزائري عند ( المليون راقصة ) وما علاقة ( المليون راقصة ) اصلا بفوز المنتخب المصري او بخسارته

معرفتنا – نحن المشارقة – بالمغاربة يعود الفضل فيها للمصريين … وكنت حتى المرحلة الابتدائية اعتقد ان الجزائريين يتحدثون اللهجة المصرية لان اول تواصل لي مع شعب الجزائر وثورته كان عبر فيلم جميلة بوحريد الذي عرض علينا في جميع المدارس الاردنية … وجاءت مقالات الصحف الجزائرية وشتائمها وفبركاتها لتوجه ضربة موجعة ليس للشعب المصري وانما لصورة الشعب الجزائري في مخيلة المواطن المشرقي … هذه الدهشة تلمسها حتى في اعين بسطاء المصريين الذين يتسائلون بدهشة : هوه ده شعب الجزاير؟

ثم ما هذه النبرة الوسخة في الاعلام الجزائري التي تعير الشعب المصري بفقره … متجاوزة حقيقة نعرفها كلنا وهي ان التنمية الاقتصادية في مصر منذ عهد عبد الناصر اوقفت لدعم الشعوب والثورات العربية ومنها ثورة الجزائر ولو انعزلت مصر على نفسها لما لحق احد بمصر واثرياء مصر من باشوات كانت ثرواتهم مضرب الامثال حتى في الاعلام الاوروبي … وقصور ملوك مصر في القاهرة والاسكندرية لا تجد مثيلا لها في قصور اوروبية وشوارع القاهرة التي كانت تغسل في الثلاثينات يوميا بالماء والصابون كانت توازيها شوارع من الرمل والتراب والطين في معظم العواصم العربية
ما علينا …. ولنعد الى الحكاية من اولها
باص المنتخب الجزائري في القاهرة اصيب بحجر كسر زجاجه واصاب ثلاثة من لاعبيه بجروح … الفيفا تدخلت واخذت تعهدا من المصريين بحماية الفريق وعدم السماح بتكرار هذه الحادثة وموظف عبيط خرج بحكاية صلصة الطماطم .. حادثة تقع حتى بين الفرق المصرية المتنافسة في الدوري المصري … في الاردن – مثلا – اقيمت مباراة بين فريقي الفيصلي والوحدات دون جمهور لانها كادت تتسبب بحرب اهلية بين المشجعين … وهذا هو حال الكرة ومشجعيها ليس فقط في مصر والجزائر وانما في جميع انحاء العالم … ولولا تدخل الفيفا مؤخرا لوقعت حرب بين فرنسا وايرلندا مشابهة لما وقع بين السلفادور وهندوراس
فاز المنتخب المصري بهدفين لا غبار عليهما بدليل ان الفيفا لم تعترض عليهما وتقرر اقامة مباراة ( الثار ) في الخرطوم … وبدأ الشحن بلمسات جزائرية …. بدأته الصحف بنشر صور قتلى في القاهرة واخبار عن جثامين تنقل يوميا الى الجزائر … ثم تبين ان كل هذه الصور والاخبار مفبركة … وبدا الاعلام الجزائري يناشد الجزائريين التوجه الى المطارات العسكرية للانتقال الى الخرطوم والجهاد فيها في طائرات صنعت اصلا لنقل الكوماندوز … في حين توجه ثمانية الاف مشجع مصري الى الخرطوم اكثرهم من الفنانيين ورجال الاعمال والسياسيين وابناء الذوات وبدوا – حتى في ملابسهم – وكانهم بصدد حضور حفل ساهر في الاوبرا … وحصل ما حصل
ماذا لو اقدم المصريون على الفعل نفسه وفتحوا مطاراتهم العسكرية للراغبين في الانتقال الى الخرطوم لتشجيع الفريق ؟ عندها كان الشاب الجزائري الذي اعترض سيارة الفنانة فردوس عبد الحميد ملوحا بسيفه وخالعا ملابسه ( ملط ) لن يجد في السيارة فردوس عبد الحميد لترويعها … سيجد شابا صعيديا يلوح هو الاخر بمطوى و ( شومة ) ….. وهات حلها
يا اخ محمد
ما حدث في الخرطوم مرفوض جملة وتفصيلا … وما اعقبه من هجوم اعلامي قبيح وقذر ضد الشعب المصري مرفوض … ومع ذلك اقول للفريق الجزائري الف مبروك وانا على ثقة ان الشعب المصري نفسه سيقف مع الفريق الجزائري خلال منافسات المونديال مشجعا لان المثل الشعبي الذي يقول : الدم ما بصيرش مية هو في الاصل مثل شعبي مصري

Posted by: holaman1968 | 13 ديسمبر 2009

تلك الحقيقة التي تريد ألا تعرفها أبدًا

كتب "ابراهيم عيسى" فى جريدة الدستور

أولا: هل مصر فعلاً صاحبة فضل علي البلاد العربية؟
هذا السؤال قد يبدو ساذجا ومستفزا، هل مصر فعلا صاحبة فضل علي البلاد العربية أو بالأحري علي الشعوب العربية؟ حيث يبدو أن هناك إجماعا عاما واسعا ومسلما به بين المصريين علي هذا الأمر باعتباره حقيقة لا تقبل النقاش وأن الشيء الوحيد المسموح به (وعلي استحياء هذه الأيام) هو لوم وتقريع خفيف لزوم العشم بألا نعاير العرب بذلك، أي أن حقيقة أننا أصحاب فضل مفروغ منها والجدل (الخافت والمستحي) هو حول شرعية المعايرة وليس علي ثبوت وإثبات تلك الحقيقة، الأمر الذي يستوجب فعلا مصارحة بيننا تستلزم أن نفتح عقولنا ونسأل أنفسنا عن أشياء باتت موضع البدهيات بينما هي في الأصل موضع شبهات أو بأكبر قدر ممكن من المجاملة مشتبهات!
مبدئيا فإن شعبا يلوك في فمه كلاما من نوع: «ده إحنا فضلنا علي الكل، أو هؤلاء نسيوا فضل مصر، ده إحنا اللي عملناكم وإحنا اللي حررناكم»، وهذا اللغو المسكين يعبر عن استجداء المصريين للآخرين أكثر منه معايرة، وكأننا نقول لهم والنبي قولوا إننا كويسين، وحياتكم كلموني عن جمالي وروعتي، شيء ما في إلحاح المصريين علي طلب اعتراف الآخرين بفضل مصر يشبه تلك المرأة العجوز المسنة التي تريد ممن حولها أن يتذكروا كم كانت جميلة؟ وكم يطربها أن يتحدث الآخرون عن جمالها، بينما صورتها في المرآة حاليا كاشفة لتجاعيد تملأها قهرت جمالها السابق وتحيله الآن قبحا!
المصريون الآن أشبه بأحفاد رجل أصيل الأصل وغني المال وعظيم الأخلاق وواسع الثروة مات فبدد أبناؤه وأحفاده قصوره ومصانعه ومزارعه وثروته وقعدوا كحيانين علي الرصيف لا يملكون ما يقولونه وما يفعلونه سوي الحديث عن مجد جدهم دون أن ينتبهوا أنه مات وأنهم ضيعوا ثروته ومرمغوا سمعته وحلاً!
لاحظ أنني حتي هذه الفقرة أساير وأسير مع الذين يقولون إن لمصر فضلا وأناقش الطريقة لا الحقيقة، الطريقة التي تعبر عن ناس لا يعرفون الفضل والفضائل لكن يثرثرون عنه طول الوقت فصاحب الفضل إن كان فضلا وإن كان صاحبه يفقد قيمته وقيمه حين يتباهي به ويتنابز حوله ويرتكب حين يردد هذا اللغو، فعلا غير أخلاقي، فمن هو الإنسان المحترم الذي يفعل فعلا نبيلا شريفا ثم يعاير الناس به ثم أيضا يطلب مقابل هذا الفعل بل يريد أن يكون الناس أسري أو عبيدا لفضله وكأنه خسيس فعل شيئا قيما في حياته نادرا واستثنائيا وما صدق أنه فعله فأخذ يعاير الناس به ويطلب مقايضة أمامه حتي كره الناس فضله وكان يوم أسود بستين نيلة يوم ما قبلت تسلفني يا أخي!!
بينما نقول عن الشخص الذي ينسي الفضل إنه ندل، فإننا نصف الشخص الذي يطلب مقابل فضله وكأنه ماسك ذلة بذات الصفة…. الندالة!!
المذهل هنا أن أجيال المصريين الحالية ومنذ أربعين عاما تحديدا هي أكثر أجيال تخلت وولت وخلعت وفرت واستندلت مع العرب ومع ذلك فهم -وليس أجدادهم وآباءهم -الذين يطالبون الآخرين بسداد قيمة الفضل (إن وجد)، وهم هنا يسيئون ويهينون ذكري أجدادهم كما يعرون مادية وانتهازية تفكيره!
لكن دعنا من هذا كله رغم أهميته، وتعال لنسأل السؤال الجاد الناشف الجاف: هل نحن فعلا أصحاب فضل علي العرب؟
أولا مكرر: هل نحن فعلا أصحاب فضل علي العرب؟
في علم السياسة وعلاقاتها كلمة فضل كلمة غريبة ومهجورة ليس لها أي محل ولا مجال ولا مكان لها في العلاقات بين الشعوب وبين الدول، والحديث عن الفضل خساسة مضحكة ومثيرة للشفقة فلم نسمع يوما من الأمريكان أنهم أصحاب فضل علي أوروبا وبالتحديد علي ألمانيا مثلا حيث خرجت برلين مهزومة ومنسحقة ومفلسة من الحرب العالمية الثانية فتولت أمريكا في مشروعها الشهير مشروع مارشال إعادة بناء الاقتصاد الألماني عبر حجم هائل من المنح والقروض ساهم المشروع مع علم وعمل ووعي وعقل الألمان في نهضة هذا الشعب وتجديد هذه الدولة لتصبح واحدة من الدول الثماني العظمي في الكرة الأرضية، فهل تطاول أمريكي وقال يوما لمستشار (رئيس) ألمانيا أو للصحف الألمانية: تذكروا فضل أمريكا عليكم يا عرر يا جرابيع يا نازيين!!!
لن أطيل عليكم في سرد تجارب دولية كبري في مساندة الشعوب الصديقة والجارة والتي تربطها مصالح مشتركة عميقة ومهمة وأهداف واحدة وثقافة تكاد تكون موحدة، لكن المحصلة أنه لا أحد في العالم يقول هذا الكلام الفارغ بتاع الفضل وكلام الناس العاجزة الخايبة!
ثم في مجال الأخلاق السياسية والسياسة الأخلاقية كلام مثل هذا معيب وجارح للطرفين، فالذي يقول إنه صاحب فضل كأنما هو تاجر البندقية شيلوك اليهودي الذي يريد أن يقتطع لحم الناس المدينين له كي يوفوا بسداد ديونهم كما أنه أمر يثير عدوانية الطرف الذي نال الفضل (لاحظ مازلت ماشي معاك في أننا أصحاب فضل وهذا غير صحيح بالمرة وتماما) فأنت عندما تعاير شخصا وتضغط عليه فأنت في الحقيقة تبتزه ابتزازا رخيصا كي يكون تابعا أو خادما أو مكسورا أمامك وهو ما ينقلب إلي عكس ما تطلبه وضد ما ترجوه فللصبر حدود وللطاقة احتمال محدد!
لكننا فعلا لسنا أصحاب فضل علي العرب!
أعرف أنك لن تستطيع معي صبرا لكنك لو صبرت لاستطعت!
ثانيا : إذا كان لأحد فضل علي العرب فهي ليست مصر بل جمال عبدالناصر!
نعم الجملة شديدة الوضوح، إذا كان لأحد فضل علي العرب فهي ليست مصر بل جمال عبدالناصر، ما نتحدث عنه باعتباره عطاء مصريا عظيما وبلاحدود للعرب وللدول العربية أمر يخص مصر جمال عبدالناصر ولا دخل بمليم فيه لمصر أنور السادات وطبعا مصر حسني مبارك، وإلا قل لي وحياة أبيك ماذا قدمت مصر للعرب منذ تولي الرئيس مبارك حكم مصر؟
ما فضل مصر علي العرب؟
ما فضل مصر علي ليبيا مثلا؟ حتي يتذكر الشعب الليبي فضل مصر فتنهال دموعهم وتنسال أنهارا من فيض الفضل المصري؟ ربما تكون العلاقات التجارية التي مارستها مصر مبارك مع ليبيا خلال الحصار الدولي عليها موضع تذكير وفخر من حفنة تعرف بذلك في دوائر السياسة الحاكمة، لكن الحقيقة هذه العلاقات أفادت مصر أكثر من ليبيا ثم إن ليبيا كانت تقيم ذات العلاقات سرية وتحتية مع شركات ودول أخري في تبادل فوائد مشتركة فهو أمر لا يخص مصر مبارك بميزة ولا يقدم لمصر فضلا!
طيب ما فضل مصر علي الشعب السوداني؟ ممكن تحكي لي شوية عما فعلناه للسودان مثلا، ولا أي حاجة، حكومة وشعبا، بل نسينا السودان ونتغافل عن مشاكله ولا نتعامل مع همومه ولا حتي نستفيد من خيراته وفرص استثماراته؟
حد فيكم فاكر أي فضل لمصر علي السودان منذ استقلال السودان، بلاش منذ استقلاله، بل منذ 28عاما هي حكم الرئيس مبارك، ألا تتذكرون معي أننا كنا مقاطعينه أصلا بعد انقلاب البشير ومنذ محاولة اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا وكانت هناك فجوة كبيرة وجفوة أكبر، وقبلها كانت خناقات للدجي مع حسن الترابي (وكذا المهدي وحزب الأمة أيضا) وكنا ننتصر لجعفر النميري ديكتاتور السودان حتي تخلصت منه ثورة سودانية شعبية، هل فعلا عملنا أي شيء كي يدين لنا سوداني واحد بإيقاف مذبحة دارفور، أو منع انفصال الجنوب (ربما ساهمنا بتكريس انفصاله!!) هل رحبنا باللاجئين السودانيين كما يجب علينا مع اللاجئين ومع السودانيين؟ هل نشطنا تجارة واستثمارا مع السودان كما فعلت الصين وتكاد تكون المستثمر رقم واحد في السودان؟ هل انتهينا إلي حل محترم يصون حقوق البلدين في خلافنا حول شلاتين وحلايب (ألم تسمع أن حكومة الخرطوم تعاملت مع حلايب باعتبارها دائرة انتخابية سودانية!)
حد يقول لي أي حاجة في فضلنا علي العراق؟
وماذا فعلنا للجزائر ومع الجزائريين منذ أربعين عاما!!
وما فضل حضرة أي واحد فينا علي تونس مثلا وقد كنا نخاصم الحبيب بورقيبة منذ أيام عبدالناصر ثم لا نتذكر عن علاقاتنا مع تونس سوي مباريات كرة القدم ذات الخيبة! وأن الفرق التونسية كانت تمثل حتي حين عقدة للفرق المصرية!!
أما المغرب فمش عايز أسمع ولا كلمة عنا معها فقد انتهي وجودنا فيها بعد رحيل عبدالحليم حافظ وحفلاته وأغنياته للملك محمد الخامس!
بينما موريتانيا أنا أتحدي أي مصري يقول لي اسم رئيسها الحالي؟ أو عدد سكانها؟ أو اسم جورنال واحد فيها؟، بل أظن أن معظم المصريين لا يعرفون أن موريتانيا تتحدث اللغة العربية!!
ندخل بقي علي المشرق العربي!
كلموني شوية عن فضلنا علي لبنان… الحقيقة لبنان ذات فضل متبادل يخص نانسي عجرم وهيفاء وهبي وإليسا وأفلامنا السينمائية التي صورناها في بيروت بعد النكسة وكان القلع والخلع فيها فوق الركب، ثم تفرجت مصر علي الحرب الأهلية في لبنان خمسة عشر عاما ولا حيلة لنا إلا جملة ارفعوا أيديكم عن لبنان بينما لم تكن لنا فيها يد، وحتي الآن فإن حكومتنا تتعامل مع نصف لبنان باعتباره خصما لها (حزب الله وحركة أمل وتيار ميشيل عون وقلبنا مؤخرا علي وليد جنبلاط فلبنان بالنسبة لحكمنا الرشيد هي سعد الحريري وسمير جعجع!!).
أما فضلنا علي سوريا فبلا حدود طبعا فيكفي أن مالناش دعوة بيها منذ 1973تقريبا ورغم محاولات فنانين مصريين أنصاف موهوبين وأنصاف مثقفين طرد ممثليها من حياتنا المصرية إذا بنجوم سوريا يسطعون في مصر!
وهذه فرصة لطيفة جدا للكلام الفارغ الآخر الخاص بموضوع أن مصر تفتح ذراعيها للفنانين العرب وكأن هذه منة أو منحة، لكن الحقيقة أن مصر بلا فنانين عرب لا تملك أن تقول عن نفسها ولا كلمة من عينة هوليوود الشرق والذي منه، ثم هوليوود الأصل يا بتوع الأصول هي التي تفتح ذراعيها لكل فنان ولأي فنان من أي مكان في العالم وهذا شرط التميز وأس النجاح!
ثم إذا كان فتح مصر ذراعيها للفنانين العرب فضلا فأرجو أن يكون واضحا لدي كل أعضاء نقابة المهن التمثيلية الذين يبدو أنهم في حاجة ماسة إلي دورات تثقيفية في التاريخ فالذي أدخل المسرح إلي مصر يا بهوات يا بتوع الفن هم السوريون والشوام، هم الذين علمونا يعني إيه مسرح وهم الذين بنوا المسرح المصري وخلقوه علي شكله المعاصر من عدم، ثم الشوام والفنانون العرب يا نجوم مقصورة استاد المريخ في الخرطوم هم الذين أسسوا فن السينما في مصر وأنتجوا وأخرجوا ومثلوا أفلامنا الأولي الرائدة واقرأوا تاريخكم الفني لتعرفوا وتفهموا فضل العرب والشوام علي كل فنان مصري!
وبالمرة بقي طالما جئت إلي الذي يوجع فإن الصحافة المصرية هي صحافة صنعها شوام العرب من سوريين ولبنانيين وهم رواد فن الصحافة المصرية الأوائل بل هم مؤسسوها وأصحابها من أول الأهرام والمصور والهلال والمقطم ودار المعارف حتي روزاليوسف إلخ إلخ!
ثم ما فضل مصر علي السعودية؟ وعلي الخليج العربي؟ (لم يأت دور فلسطين حتي الآن فصبرا جميلا والله المستعان).
آه هنا ستسمع كلاما حقيقيًا عن دور المدرسين المصريين والأطباء والمهندسين وغيرهم الذين ساهموا في تعمير وإعمار وتعليم وتطبيب أهل السعودية والخليج!
هذا صحيح لكنه ليس فضلا
هذا عمل ولا أقول واجبا
بذمتك ودينك هل سافر مئات الآلاف من المدرسين والأطباء للسعودية والخليج حبا في أهل هذه البلاد أو رغبة في خدمة الإنسانية أو كرما أو عشقا لسواد عيون المواطن العربي في الخليج (أو في ليبيا والجزائر حيث سافر المصريون ليعملوا هناك).
يا أخي عيب، لايزال السفر لهذه الدول حلما لدي كل شاب مصري كي يكون نفسه ويعمل قرشين ويتزوج أو يبني بيتا، ومحدش يقولي إحنا اللي علمناهم!
فالحقيقة أنهم يتعلمون الآن في أوروبا وأمريكا ولم نسمع عن أن أوروبا وأمريكا تعايرهم، ثم إذا كنا علمناهم فأنا وعلي مسئوليتي الشخصية أزعم أن نصف بيوت أقاليم مصر إن لم يكن أكثر من نصفها كثيرا تم بناؤه بفلوس مصريين يعملون في الخليج والسعودية، يعني بنوا بيوتنا وصرفوا علي أهالينا مقابل ما تعلموه أو اتعالجوا بيه، كان عملا ولم يكن فضلا ولا حتي رسالة! وكان حلم أي مدرس فيكي يا مصر أن يأتي اسمه في كشوف الإعارة للدول العربية، هل بسبب إنه سيذهب لرسالة العلم ونشر الثقافة ورفع راية التنوير، أبدا ولكن بسبب أنه سيقدر علي بناء البيت أو تزويج البنات وتجهيزهن أو توفير مبلغ للزمن أو غير ذلك من مقتضيات ضرورات الحياة!
طبعًا لم أذكر اليمن حتي الآن متسائلا عن فضلنا عليها خصوصا إنه كل شوية يفكرك واحد من إياهم إننا حاربنا لأجل اليمن بينما نحن حاربنا كذلك لأجل الكويت، وهذا ما يقودنا مرة أخري إلي فضل جمال عبدالناصر.
فالمؤكد أن العمل العربي الوحيد المشترك الذي فعلته مصر لأجل شعب عربي منذ 28عاما كان مشاركة قواتها في حرب تحرير الكويت عام 1991، لكن دعني أذكرك أن هذه المشاركة كانت تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية!! ثم كان إسقاط ديون مصر الخارجية تاليا لهذه المشاركة (لا أقول ثمنا وقد تقول، ولا أقول مقابلاً وقد تقول، وإذا قلت أنت ذلك لن أجادلك).
لعلنا في السياق نفسه نتذكر أن مصر أمدت العراق بسلاح في حرب صدام مع إيران وبموافقة ورعاية أمريكية ثم بمقابل مالي ضخم وليس حبا في العروبة (ربما كرها في إيران)، وساعدنا زعيما عربيا مجنونا ومستبدا هو صدام حسين علي تبديد ثروة شعبه وقتل الملايين من أبناء وطنه في حرب بلا طائل وبلا هدف إلا خدمة الأمريكان والصهاينة!
الحقيقة أنه من 28سبتمبر 1970ليلة وفاة جمال عبدالناصر فإن الشعب المصري ليس له أن يفتح عينه أمام أي شعب عربي ليقول له إنني منحتك أو أعطيتك أو تفضلت عليك خلال أربعين عاما، ومع ذلك فإن مصر جمال عبدالناصر لم تكن هي أيضا صاحبة فضل علي العرب!
ثالثا: ومع ذلك فإن مصر جمال عبدالناصر لم تكن هي أيضا صاحبة فضل علي العرب!
جمال عبدالناصر كان زعيما مؤمنا بالعروبة وحالما بالوحدة بين الدول (الشعوب) العربية، هذا صحيح، لكنه ساند ودعم حركات التحرر العربية ضد الاحتلال والثوار العرب ضد الحكومات التابعة للغرب إدراكا منه حقيقيا وعميقا وبعيد النظر للمصلحة المصرية التي هي مع المصلحة العربية في موضع التوأم الملتصق (لم تكن ظاهرة التوائم الملتصقة قد انتشرت كما تنتشر الآن)، مصر كي تتقدم وتتطور وتكبر وتصبح قوة إقليمية قادرة علي بناء ذاتها ومد نفوذها وتلبية احتياجات شعبها لابد أن تملك محيطا حليفا لها ومؤمنا بمبادئها ينسق معها ويخطط معها وينفذ معها، علي سبيل المثال كي يقوم جمال عبدالناصر بتأمين احتياجاتنا المصيرية من مياه النيل والحفاظ علي اتفاقية وقعها مع دول حوض النيل وهي تحت الانتداب أو الاحتلال فلابد أن تكون هذه الشعوب التي تملك مفاتيح ماء النيل صديقة لمصر وحليفة لها، من هنا يمد لها يد العون ويزود ثوارها بالسلاح والمال كي يتحرروا ويتمكنوا من قيادة بلادهم وهذا ما كان في كل الدول الأفريقية التي صار بطلها جمال عبدالناصر حيث مصر موجودة بالقوة المادية وبدعم السلاح والمعلومات وبالأزهر الشريف وشيوخ الدين وبالمدارس والجامعات وبالتأييد لهذه الشعوب في المحافل الدولية سواء الأمم المتحدة أو حركة عدم الانحياز أو غيرهما، لتصبح مصر ساعتها الحليفة والصديقة بل الأخت الكبيرة التي ضحت وساعدت ودعمت وتحصل بالمقابل وبدون أي تردد وبكل حب ونبل علي ما تريده من هذه الشعوب والحكومات، ويكفي يا سادة للمفارقة فقط أن جميع الدول الأفريقية صوتت لصالح مرشحنا المصري فاروق حسني علي منصب مدير عام اليونسكو بينما الرئيس مبارك لم يشارك في مؤتمر الوحدة الأفريقية منذ 15عاما تقريبا! ! كما أن أجهزة إعلام مصر كانت تشير طوال الوقت إلي خوفها من أن تتم رشوة الدول الأفريقية للتصويت ضد مصر! ! وهكذا جهل واضح وغياب مطلق وخلعان كامل يجعلنا بلا قيمة وبلا دور في أفريقيا الآن رغم احتفاظنا بآثار قديمة في قلوب الأفارقة، آثار عهد وقيمة جمال عبدالناصر، انظر الحصيلة: جمال عبدالناصر الذي قطع رجل إسرائيل من أفريقيا بمواقفه وبطولة مصر مع حركات التحرر في أفريقيا صنع أمانا رائعا لمصر من أي اختراق إسرائيلي لمياه النيل أو للدول الأفريقية، ثم إذا بإسرائيل خلال أربعين عاما من حكم الرئيسين السادات ومبارك ترتع في أفريقيا بل ووصلت حتي سدود علي نيلك!!
بنفس المنهج كان عبدالناصر يساند الجزائر وثورتها وشعبها لأن مصر عبد الناصر كانت تنتصر للشرف وللحرية ولكرامة الشعوب في مواجه العدوان والاحتلال، ولأن مصر عبدالناصر كانت في حاجة لأن يكون العرب في حاجتها ومحيطها، ولأن وجود فرنسا محتلة للمغرب العربي معناه أن استقلال مصر وأي دولة عربية منقوص ومهدد، وأنه لا يمكن لاستعمار مجاور لك ومحيط بك أن يسمح لك بالتقدم الاقتصادي أو الاستقلال السياسي أو الصعود التنموي، مصر عبدالناصر كانت تساند وتدعم لأجل نفسها قبل الآخرين ومن أجل مستقبل أبنائها ومواطنيها قبل أي أحد آخر، كذلك فعل عبدالناصر في اليمن (بدون ما تسقط عنه ديون مصر الخارجية بل زادت)، وكذلك كان السودان في قلب اهتمامات جمال عبدالناصر بل في قمة وعيه وخططه، ويكفي أن شعب الخرطوم وأبناءه حملوا سيارة جمال عبدالناصر من فوق الأرض حبا يفوق الوصف واعترافا يفوق الحب بمكانة مصر حين زار الخرطوم في مؤتمر قمة عربي بعد نكسة يونيو المريرة والرهيبة!!
الأمر إذن لم يكن مجرد مبادئ عبدالناصر المؤمنة بالحرية والوحدة بل كذلك كانت خطة عبد الناصر لتحويل مصر قوة إقليمية ودولية مهمة، وقد كانت كذلك فعلا حتي أن عشرات الخطط وضعها جهازا المخابرات الأمريكية والبريطانية لاغتيال عبدالناصر (ظني أن إحدي هذه الخطط أفلحت وقتلوا الرجل في 28سبتمبر 1970فعلا)، ثم كانت نكسة يونيو لتكسير عظام عبدالناصر وإنهاء مشروع مصر الرائدة لبداية مشروع مصر التابعة!!
هنا نتوقف عند فضل مصر علي فلسطين لأكاد أقسم لك بالله أن مصر لا فضل لها علي فلسطين، بل إن مصر ضيعت فلسطين ولو كنت فلسطينيا لركعت لله وسجدت أدعوه أن تحل مصر عن فلسطين كي تتحل!!
مصر حاربت إسرائيل في 1948فانتهت الحرب بضياع نصف فلسطين وبالنكبة الكبري حيث قامت دولة إسرائيل بينما كانت مصر الدولة الأكبر والجيش الأكبر وانهزم أمام عصابات صهيونية، ومن ثم فالمؤكد أن مصر هي المسئولة الأولي عن نكبة 48وهي بالمناسبة شاركت في هذه الحرب لأن أهداف إسرائيل التوسعية والاستعمارية لا تغيب عن أي حمار فما بالك بالعاقل النابه الذي يعرف أن إسرائيل تبحث عن دولتها الكبري من النيل للفرات، ومن ثم فالسكوت عنها وهي تحتل فلسطين كأنه رضوخ وموافقة لأن تحتل بعدها من نيلنا المصري السوداني إلي فراتنا العربي!
أما حرب 67فإن إسرائيل هي التي بدأت وشنت الحرب وقد أضعنا فيها نصف فلسطين حيث كانت القدس تحت ولاية الأردن، وغزة تحت ولاية مصر؛ فانهزمنا وضيعنا القدس وغزة وسيناء والجولان بالمرة.
أما حرب أكتوبر فقد كانت حربا من أجل سيناء وليست من أجل فلسطين وليس في خطتها التي وضعها عبدالناصر أو التي وضعها السادات كلمة واحدة عن فلسطين، فهي حرب مصرية تحاول استعادة أرض مصرية وشاركتنا في الحرب دول عربية كثيرة سواء بسلاح البترول (حد يكلمنا عن فضل البترول) أو بالمدرعات والدبابات كما فعلت الجزائر وكان منوطا بقواتها الدفاع عن القاهرة ضد محاولات احتلالها بعد الثغرة واحتلال السويس، أو بالأبطال الغر الميامين كما فعل الفدائيون الفلسطينيون.
ومن يومها فض اشتباك أول وفض اشتباك ثان ولا فلسطين ولا غيره حتي إننا تحولنا في عصر الرئيس مبارك إلي دولة تقف علي الحياد كما يقول هو نفسه بين إسرائيل والفلسطينيين (لا يقول فلسطين بل الفلسطينيين!)، وصارت مصر الدولة الوسيطة والسمسارة السياسية للصفقات بين طرفي النزاع والصراع وتتباهي بأنها موضع ثقة الطرفين، ثم لاتكف مصر عن لعب دور السنترال في أي أزمة تحيط بالشعب الفلسطيني، حيث تتصل طوال الوقت بوزراء ورؤساء دول أجنبية ترجو منهم وقف إطلاق النار المفرط وتدين بالمرة اللجوء إلي العنف!!. ثم نغلق معبر رفح حتي في لحظات العدوان الإسرائيلي علي غزة، ويملك كثير من المصريين الجسارة أن يقولوا إن هذا عدل وحق، ثم نسمع عن مخاوف من أن يأتي الفلسطينيون إلي سيناء يا خويا ويقعدوا فيها وهيه ناقصة، بينما يقاتل ويناضل اللاجئون الفلسطينيون كي يعودوا إلي أرضهم يخشي عوام منا وغوغاء من بيننا أن يأتينا فلسطينيون من غزة إلي سيناء وكأن نخوة المصريين جفت وكأن ما نسمعه ونراه من تدين المصريين مقصور علي النقاب واللحية والسبحة وتكفير الأقباط وحرق البهائيين، أما الانتصار للحق ونصرة المظلوم وإغاثة اللاجئ والاعتصام بحبل الله فكلام لا يعرفه المصريون ولا عايزين يعرفوه!!
رابعا: هل مصر فوق الجميع فعلا؟
آه جينا للي يزعل أكتر
هل مصر فوق الجميع؟
السؤال الواجب هنا هو أي جميع؟ من هم الجميع الذين مصر تقف أو تجلس فوقهم؟
هل جميع المصريين؟ أم جميع البشر؟ أم جميع الدول؟
الغريب أن دولتين فقط من بين كل دول العالم رفعتا هذا الشعار، الأولي هي ألمانيا النازية، وشعارها ألمانيا فوق الجميع، ألمانيا أدولف هتلر العنصرية العدوانية وكان هذا بشكل رسمي ولفترة مؤقتة (سوداء علي العالم كله)، والثانية التي هي مصر بشكل غير رسمي وفي عهد الرئيس مبارك حيث تتجرأ بعض قيادات الحزب الوطني وببغاوات الإعلام ودببة الفضائيات ويكررون شعار مصر فوق الجميع دون وعي بنازيته وعنصريته وربما دون وعي بمعناه ومغزاه أصلا؟
هذا الشعار عنصري رفعته دولة في فترة عنصرية آمنت فيه فئة مهووسة في مرحلة متطرفة وفي أجواء ديكتاتورية بأن الألمان جنس مختلف ومتميز عن العالم كله، وأن الجنس الألماني نبيل متفوق علي غيره من الأجناس والتي هي أجناس أدني أو قذرة تستحق إفناءها أو قتلها والتخلص منها، أي المقصود والمفهوم من ألمانيا فوق الجميع أنها أعلي وأهم من الشعوب الأخري وأكثر رقيا وتفوقا بحكم الجينات والهرمونات، وأن الألمان يستحقون وفق هذا الإيمان أن يحكموا ويتحكموا في العالم وأن تكون الأجناس الأخري مجرد عبيد وأرقاء وأقنانا عند الجنس الألماني اللي فوق بينما الجميع تحت!!
من إذن أدخل هذا الشعار المجنون إلي بلدنا وجعل حمقي أحيانا ومخلصين جهلة أحيانا أخري وسياسيين متحمسين حينا يرددون هذا الهوس الخرف دون فهم ودون تفكير؟
ثم ماذا يعني هذا الشعار الأخرق؟
هل يعني أن مصر فوق بقية الدول؟ النبي تتلهي!!
فمصر التي تحتل المركز الأخير بين دول العالم في سوق كفاءة العمل، والتي تقبع في المركز 111بين دول العالم من حيث النزاهة والشفافية، والتي لا تزرع قمحها وتستورد رغيف عيشها، والتي لا تشكل أي صناعة فيها أي أهمية في العالم، والتي لا تمثل أي تجارة لديها أي أهمية في العالم والتي لا تظهر في قائمة الدول العشرين الأكثر تصديرا في العالم ولا قائمة المائة، والتي لا تضم جامعة واحدة ضمن أهم خمسمائة جامعة في العالم والتي والذي والذين، هل يمكن أن يصدق أي مهفوف أنها فوق الجميع!
غالبا يتم استخدام هذا الشعار في مواجهة الدول العربية، وهو ما يعود بنا إلي أصل الموضوع وهو هذا الإحساس الزائف عند الشعب المصري بأنه جنس مخصوص غير العرب كلهم وأنه متفوق عليهم وأنه أعظم منهم وأنهم ولا حاجة أمام المصريين، وإذا لم يكن هذا الكلام عنصريا فهو ألعن، فسيصبح كلام ناس عيانة يستحسن ذهابها فورا لطبيب نفسي فهذا مرض شهير معروف بالبارانويا وهو جنون العظمة مقرونة بجنون الاضطهاد، وهذا عين حالتنا السياسية (والشعبية) الراهنة؛ حيث نشعر أننا أعظم ناس علي وجه الأرض، ثم إن العالم كله يتآمر علينا ويتحالف ضدنا ولا نسأل أنفسنا ليه؟
ليه بيتأمروا علينا، هل نشكل أي تهديد لأي دولة في العالم؟
هل ننافس أي دولة أو شعب في التفوق العلمي والاختراعات الهائلة أو الصعود للفضاء أو امتلاك الرءوس النووية؟
هل نهدد الصين في قدرتها علي التصدير ونشكل خطرا علي أمريكا في امتلاكها الفيتو؟ هل يرتجف منا نتنياهو وقادة تل أبيب أم يصفوننا بالأصدقاء والحلفاء؟
لماذا تحقد علينا الشعوب العربية؟
هل تحقد علينا لأننا نتمتع بأقوي صحة بدنية في المنطقة فلا عندنا فيروس سي ولا فشل كلوي وكبدي ولا ينتشر فينا السرطان وأمراض السكر والضغط، أو لأننا نشكل أكبر عدد مرضي بالاكتئاب في الوطن العربي مما يستدعي حقد الشعوب العربية علينا لأننا مفرطو الحساسية؟
هل يحقدون علينا لأننا اكتفينا ذاتيا في الزراعة والصناعة مثلا؟
هل يحقدون علينا لأننا صرنا ننافس كوريا الجنوبية في التصنيع وهونج كونج في التجارة والهند في الكمبيوتر وتركيا في الديمقراطية؟
هل يحقدون علينا لأن رئيسنا عندما يزور دولة عربية يخرج ملايين لتحيته والهتاف باسمه ورفع سيارته فوق الأكتاف؟
كلها أسئلة أليس كذلك؛ فهل تملك أنت إجابات عنها؟
أم أنك ستكتفي بأن مصر فوق الجميع!
أما إذا كان مقصودا بأن مصر فوق الجميع أي أن لها الأولوية الأولي في أي حسابات أو أي قرارات تصدر عن حكومتنا فهذا كلام بدهي ينطبق علي مصر كما ينطبق علي أي دولة في الوجود الإنساني، فلا توجد دولة تتخذ موقفا أو قرارا في غير مصلحتها ووفق أولوياتها وإلا تبقي دولة يحكمها مجانين أو عملاء!
أما إذا كان مقصودا أن مصر أهم من مواطنيها فالحقيقة أن لا دولة محترمة تتعامل بأنها أهم من مواطنيها فالوطن هو مواطنوه، وقيمة وكرامة وكبرياء الوطن من كرامة وكبرياء مواطنيه، وأن حق كل مواطن أن يكون رقم «واحد» في أي قرارات خاصة بالدولة ومن الدولة ومع ذلك فإن مصر بلد الكوسة والمحسوبية وحيث يحصل أقل من عشرين في المائة من مواطنيها علي أكثر من ثمانين في المائة من الناتج القومي لها، بلد أنت مش عارف أنا مين وتوريث الحكم والمناصب للأبناء والأصهار وتكويش خمسين عائلة علي ثروة وحكم البلد، دولة هذا حالها لا يمكن أن تخدع نفسها إلي حد أن تتصور أنها فوق الجميع، فالجميع من السيد الرئيس حتي أصغر مسئول في الحزب أو الحكم فوق مصر!
خامسا: طبعا من السهل جدا اتهام هذه السطور وكاتبها
سهل حيث يلجأ البعض حين سماع كلام لا يحبه إلي كراهية من يقوله لا مناقشة ما قاله، ومن ثم طبيعي جدا أن تخرج اتهامات لكاتب هذه السطور بأنه:
-لايحب مصر.
-أنه متشائم ونظارته سوداء.
-أنه مأجور وعميل.
-أنه يعارض الرئيس لهذا يريد أن يحط من شأن البلد في عهد السيد الرئيس.
أما عن الاتهام الأول فلا أنت ولا اللي خلفوا حضرتك يملك أن يتهمني أنني لا أحب بلدي ولا أنا مطالب أن أثبت لجنابك أنني أحبها.
أما ردا علي الاتهام الثاني فأعترف أن نظري ناقص سبعة العين الشمال، وناقص خمسة العين اليمين، وعندي استجماتيزم وحصلت علي إعفاء من الخدمة العسكرية، بسبب ضعف نظري، ومع ذلك فإن نظارتي بيضاء ولا أحب ارتداء نظارات شمس ملونة أو سوداء طبعا «وإن كنت أحب نادية لطفي وهي ترتديها في فيلم النظارة»، السوداء ثم إنني لست متشائما ولست متفائلا ولا أجد أي ضرورة للتشاؤم والتفاؤل في السياسة بقدر ضرورة الإرادة والعزيمة.
أما الاتهام الثالث فالمأجور والعميل أسهل تهمة يلقيها العملاء والمأجورون علي الناس.
أما الاتهام الرابع فأنا أعارض الرئيس مبارك طبعا وقطعا، فأقول كلاما ويرد علينا غيرنا بكلام (ويردون بشتائم أحيانا كثيرة وبقضايا ومحاكم وأحكام بالسجن أحيانا أخري)، وشوف أنت الكلام الذي تصدقه فصدقه دون تفتيش في نوايا أي من المعارض والمؤيد، ثم أعارض الرئيس مبارك لكنني لا أعارض مصر، ومصر ليست الرئيس مبارك رغم أن ما فعله فيها الرئيس مبارك ربما جعلها غير مصر التي نعرفها، وأخشي أن يورثها لدرجة أن تصبح مصر تلك التي لا تريد أن تعرفها!
سادسا: هل مصر دولة صغيرة وعليها أن تعرف حجمها عشان تتكلم علي قدها؟
كل ما كتبته هنا وسأكتبه لاحقا يهدف إلي أن تسمع تلك الحقيقة التي لاتريد أن تعرفها أبدا، ثم لهدف أكبر هو أن نكبر فعلا؟
ماذا يعني كل هذا الكلام؟
معناه أن مصر دولة عظيمة مرهون تألق عظمتها بشعبها، برئيسها ورجالها، إما أن يكون الشعب المصري في مرحلة ما من تاريخه يليق بهذا البلد فيرفع من مكانته ويعلي من مقامه وتقدم الأمم وقود منطقته العربية، وإما أن يكون الشعب في مرحلة ما (مثل التي نعيشها من 28عاما) خامل الهمة خانع الروح مهدور الكبرياء منكفيا منحنيا معزولا ومنعزلا عن محيطه ومنطقته فيتراجع البلد مكانة وشأنا ويتحول إلي التباهي الممض والابتزاز العاطفي المريض، وتزوي قيمه ويصبح دوره هشيما تذروه الرياح….!

Posted by: holaman1968 | 22 نوفمبر 2009

فاروق جويدة ( مصر-الجزائر)

هذه صرخة الشهداء خرجت من سيناء وطافت بالجزائر تعلن العصيان على كل ما حدث بين شعبين شقيقين جمعتهما الدماء ولا ينبغى أن تفرق بينهما الصغائر". فاروق جويدة

"وتبقين يا مصر فوق الصغائر"
فاروق جويدة

شهيد علي صدر سيناء يبكي
ويدعو شهيدا بقلب الجزائـــر
تعال إلي ففي القلب شكـــوي
وبين الجــــوانح حزن يكــــابر
لماذا تهون دماء الرجــــــال
ويخبو مع القهر عزم الضمائر
دماء توارت كنبض القلوب
ليعلو عليها ضجيج الصغائــــر
إذا الفجر أصبح طيفـا بعيــدا
تـباع الدماء بسوق الحناجـــــــر
علي أرض سيناء يعلو نــداء
يكبر للصبـــح فوق المنابـــــــر
وفي ظلمة الليل يغفو ضيـاء
يجيء ويغدو.. كألعــاب ساحــــر
لماذا نسيتــم دماء الرجــــــــال
علي وجه سينا.. وعين الجزائر؟!
***
علي أرض سينــاء يبدو شهيـد
يطوف حزينـا.. مع الراحليـــن
ويصرخ في النــاس: هذا حرام
دمانا تضيــــــع مع العابثيــــــن
فهذي الملاعب عزف جميــــل
وليســــت حروبا علي المعتدين
نحب من الخيل بعض الصهيل
ونعشـــــق فيها الجمال الضنين
ونطرب حين يغني الصغــــار
علي ضوء فجر شجي الحنيـــن
فبعض الملاعب عشق الكبــــار
وفيها نداعب حلــــم البنيــــــــن
لماذا نراها سيوفــــــا وحربـــــا
تعالــــوا نراها كنـاي حزيــــــن
فلا النصر يعني اقتتال الرفــــاق
ولا في الخســارة عار مشـــــين
***
علي أرض سيناء دم ونـــــــــار
وفوق الجزائر تبكــي الهــــــمم
هنا كان بالأمس صوت الرجال
يهز الشـعــوب.. ويحيـي الأمم
شهيدان طافا بأرض العروبـة
غني العـــراق بأغلي نغــــــــــم
شهيد يؤذن بيــــن الحجيـــــــج
وآخر يصرخ فوق الهــــــــرم
لقد جمعتنا دمـاء القـلــــــــــوب
فكيف افترقـــــنا بهزل القــــــدم ؟!
ومازال يصرخ بين الجمــوع
قم اقــــرأ كتـابك وحـي القلــــــم
علي صدر سيناء وجه عنيــد
شـــهيد يعانق طيـــــــف العلـــــــم
وفوق الجزائر نبض حزيـــن
يداري الدمــوع ويخفي الألـــــــم
تعالـوا لنجمع ما قد تبقــــــــي
فشــر الخطــايا سفيـــــــــه حكــــــم
ولم يبق غير عويل الذئـــاب
يطـــــارد في الليل ركـــب الغنــــــــم!
رضيتم مع الفقر بؤس الحياة
وذل الهــــــوان ويـــأس النـــــــدم
ففي كل وجه شظايا همــــــوم
وفي كل عيـــن يئن الســــــــــــــأم
إذا كان فيكم شموخ قديـــــــم
فكيف ارتــــــضيتم حــياة الـــــــــرمم؟!
تنامون حتي يموت الصبـــاح
وتبكون حتي يثور العــــــــــدم
***
شهيد علي صدر سيناء يبكي
وفوق الجزائر يسري الغضـب
هنا جمعتنا دمـاء الرجـــــــال
فهل فرقتنا غنــــــاوي اللعـــب
وبئس الزمـان إذا ما استكـــان
تسـاوي الرخيص بحر الذهـــــب
هنا كان مجــد.. وأطلال ذكـــري
وشـعب عـريق يسمـي العـــــرب
وياويلهــم.. بعــد ماض عــريـق
يبيعون زيفـا بســــوق الكـــــــــــذب
ومنذ استكانوا لقهر الطغــــــاة
هنا من تـواري.. هنا من هـرب
شعوب رأت في العويل انتصارا
فخاضت حروبا.. بسيف الخطب
***
علي آخر الدرب يبدو شهيــــــد
يعانــق بالدمــــــع كل الرفــــــاق
أتـوا يحملون زمانــــــا قديمـــــا
لحلـــم غفا مرة.. واستفـــــــاق
فوحد أرضا.. وأغني شعوبــــــا
وأخرجها من جحـور الشـقـــــــاق
فهذا أتي من عيون الخليـــــل
وهذا أتي من نخيل العـــــــراق
وهذا يعانق أطـــلال غــــــزة
يعلو نداء.. يطــول العنـــــــــاق
فكيف تشرد حلم بــــــــريء
لنحيـــا مـــرارة هذا السبـــــــاق؟
وياويل أرض أذلـت شموخـا
لترفـــع بالزيــف وجه النفــاق
***
شهيد مع الفجر صلي.. ونادي
وصاح: أفيقوا كفـــــاكم فســــادا
لقد شردتكم همــوم الحيـــــاة
وحين طغي القهر فيكم.. تمادي
وحين رضيتم سكـون القبــور
شبعتم ضياعا.. وزادوا عنادا
وكم فارق الناس صبح عنيـــد
وفي آخر الليل أغفي.. وعادا
وطال بنا النوم عمرا طويــــلا
وما زادنا النـوم.. إلا سهــــادا
***
علي صدر سيناء يبكي شهيـــد
وآخر يصرخ فـــوق الجزائـــر
هنا كان بالأمس شعــب يثـــور
وأرض تضج.. ومجــــــد يفاخــــــر
هنا كان بالأمس صوت الشهيد
يزلزل أرضا.. ويحمي المصائر
ينام الصغير علي نار حقــــــــد
فمن أرضع الطفل هذي الكبائر ؟!
ومن علم الشعب أن الحــــروب
كـرات تطير.. وشعب يقـامر ؟!
ومن علم الأرض أن الدماء
تراب يجف.. وحــزن يسافـــــــر
ومن علم الناس أن البطولـــــــة
شعب يباع.. وحكم يتــــــاجر؟!
وأن العروش.. عروش الطغاة
بلاد تئن.. وقهر يجـــــــاهر
وكنا نـباهي بدم الشهيــــــــــــــد
فصرنا نباهي بقصف الحناجر!
إذا ما التقينــــــا علي أي أرض
فليس لنا غير صدق المشاعر
سيبقي أخي رغم هذا الصـــراخ
يلملم في الليل وجهي المهاجر
عدوي عدوي.. فلا تخــدعوني
بوجه تخفـي بمليون ساتــــــر
فخلـــف الحـــــــدود عـــدو لئيــم
إذا ما غفونا تطل الخناجـــــر
فلا تتـــركوا فتنـة العابثيـــــــــن
تشـوه عمرا نقي الضمائــــــر
ولا تغرسوا في قلــوب الصغــار
خرابا وخوفا لتعمي البصــــائر
أنا من سنين أحـــب الجـــــزائـــر
ترابا وأرضا.. وشعبـــا يغامـــر
أحب الدمــاء التي حررتــــــــــه
أحب الشموخ.. ونبل السرائر
ومصر العريقة فوق العتـــــــاب
وأكبر من كل هذي الصغــــائر
أخي سوف تبقي ضميري وسيفي
فصبر جميل.. فللــيـــل آخــر
إذا كان في الكون شيء جميـــــل
فأجمل ما فيه.. نيل.. وشاعر

Older Posts »

التصنيفات